Saturday, August 8, 2015

A Message to My father - رسالة ألى أبي




منذ مدة طويلة, كنت أخطط وأجلس مع نفسي!! متى سيحل اليوم الذي سأتي فيه أليك لأزورك ولأقبل قبرك. وما أن أتي اليوم الموعود فرحت كثيرا, وكنت أترقب لحظة وصولي أليك ولكن ككل أحلامي ومخططاتي, فهي ما أن أقترب من تحقيقها حتى يأتيني عامل غير متوقع يقلب الأمور رأسا على عقب. لم أستطع أيجاد قبرك من بين الألاف من القبور. المكان تغير منذ أخر مره أتيت أليك!! كأن الدنيا أبتلعت كل البشر وغيرت معالم المكان ونست بأن تأخذني معها لعلي ألتقي بك هناك; ليس تمنيا ولا فاقد الأيمان ولكن في هذه الدنيا من مساؤي والظلم والشر المباح والمستتر بالقدر الذي لا أريد رؤيته أطلاقا.

أتيت لعلي عند قبرك أخذ راحه لم أتهنى بها. أتيتك لأبوح ما بداخل صدري المثقل بالهموم أليك , لتدعو لي في سماء العليين الى الله فأنت الأن أقرب الى الله مني في هذه الحياة الفانية , طالبا منك السلام لجميع أحبتي هناك , خالي الغالي وتلك البنت التي أدعو الله بأن ألتقيت بها وعرفتها, تلك البنت التي ما زال أبنك يعشقها رغم مرور الزمان وتكالب الظروف والمأسي وجميع العوامل الدنيويه الأخرى بحلوها ومرها علي. لكنها بقت بذاكرتي وبقلبي ووجداني. جئت لأخبرها بأني وجدت ضالتي في فتاة بهذه الدنيا ولكنها للأسف ليست قدري. كأني سأعيش حياتي على قسمة غيري ولا أعرف ما هي قسمتي؟! لأخبرها بأني أحببتها ليس بقدر حبي لكِ ربما. ولكن وجدت فيها نفس روحك لأنه أعرف نفسي. لا أحب بسهوله فقلبي حجر في هذه الناحية, ولا أعشق شخصا الأ ليقيني بأن ما في داخله أجمل ما في خارجه وأن كان فائق الجمال فالذي يعشق الجمال أعمى والذي يعشق القلب يراه بلا عيب.

أتيت لأخبرك بعملي الجديد الذي سيبدأ الأسبوع القادم. وكيف لأول مره بحياتي أشعر بأن حياتي أصبحت أكثر انفتاحا وأكثر تفاؤلا بالمستقبل. وكيف لأول مره بحياتي أشعر باني سأخذ التقدير الذي أستحقه جزاء عملي وتعبي على نفسي بفضل الله وفضلك وفضل أمي الغالية. أتيت لأخبرك بما يجول بخاطري من أفكار للمستقبل, هل أتزوج أم لا؟! هل اسافر أو لا؟! هل أضيع تلك الفرصة وتلك الفتاة أو تلك الخطوة التي ستغير حياتي وأقصد تأخيرها بسبب الظروف المحيطة بي أو أنتظر تلك الأشياء لتأتيني مره أخرى بوقتها المناسب. مع يقيني بأن الفرصة لا تأتي مرتين والفتاة التي بنظري نادرة لا تتكرر مرتين والخطوة التي لن تخطوها فقد تعتبر نفسك متخاذل وهي عكس طبيعتي الجريئة وقد اندم عليها. لكن أكثر الأسباب هي يقيني بان جميع فرصي بشتى جوانب الحياة تأتي بوقتها الغير المناسب لي ولا أستطيع عمل شيء سوى الأنتظار لكي تواكب الظروف الفرص التي أتتني وحينها يكون كل ذو حاجه أخذ نصيبه وحالي حال المثل اللي بيقول "تكون في أيدك وتقسم لغيرك".

أردت ملاقتك, أحساس بروحك , بهالتك وبوجودك قربي. أردت أن توصل صوتي ودعائي الى الله الى أحبتي والى خالي ورغدة لعلكم تدعون لي وتشفعون ألي عند الله ولكني رجعت خائبا تائها منهارا لعدم لقياك وقراءة السور والدعاء عندك.

ذهبت لبيت أمام المتقين ومقامه ودعيت لك وذهبت للعباس ولأخيه سيد الشهداء الحسين رضي الله عنهم اجمعين, دعوت لك ودعوت لخالي ودعوة لرغدة بالجنة ولجميع أحبتي ورجوت قبول دعواتي وشفاعه نبي الرحمة والأئمة الصالحين عند الله عساها واصله أليكم في سماء العليين.

رجعت للبيت والحمدلله كلي أمل بحياة جديدة ومستقبل مشرق أن شاء الله وليقيني بأن الله ما يعطل شيئا الأ ليعطيك الأجمل من منطلق الأية التي تقول "وعسى أن تكرهوا شي وهو خير لكم". 

سلام من الدنيا الى جنات الخلد حيث ترقد يا والدي العزيز يا خالي الغالي ويا شمعه حياتي التي أنطفئت بموتك.

أرجو من الله اللقاء القريب بكم وأن كان لعمري زمنا فأرجو شفاعتكم عند الله.








No comments: