Tuesday, October 25, 2016

لا تتزوجي عراقي..





لا تتزوجي عراقي..
 جملة قد تكون عادية بالنسبة لأي شخص لكن ما أن قرأتها, أمتلكني شعور غريب, شعور بالدونية و شعور بالذل والأحساس بالخطأ مع أنه الكلام غير موجه لي لكن القصد منه الرجل العراقي والذي أنا واحد منهم أذا, نوعا ما , الكلام يمسي وأن كان بطريقة غير مباشرة. والمبكي  عندما يصدر من أمرأة عراقية! هذا كان جزء من رسالة وداعية في مذكرات زميلة سترحل عن العراق كتبت بواسطة زميلة أخرى, كان دوري لكي أكتب ولفتت أنتباهي هذه الجملة. 

هذه الجملة جعلتني أفكر مطولا, من هو الرجل العراقي؟ هل هو ذلك الرجل الشهم القوي الحنون ذو القلب الطيب والغيرة؟ أم أنه مجرد شخص قاسي القلب , بارد, ذو أسلوب جاف ولا يملك غيرة؟  ما الذي دفعها لقل هذا الكلام؟ هل تجربة مرت بها أم ماذا؟ التجربة الشخصية لا يمكن أن تعمم على مجتمع بكامله, هل مبدأ السيء يعم و الجيد يخص هو الغالب؟!

حادث أخر حدث لصديقة أخرى بنفس اليوم, أثناء قيادة السيارة; حدث عطب في أحدى أطارات السيارة ونتيجة لذلك, يجب عليها تبديل الأطار المعطوب بأخر سليم, المشكلة الحادث وقع في مكان يتواجد فيه حرس وفيه أجراءات أمنية, هذه الفتاة لجهلها بعملية تبديل الأطار; كانت بحاجة لمساعدة رجل عراقي. للأسف!  الحرس كانوا واقفين مراقبين المشهد ومنتظرين الفتاة تقوم بتبديل الأطار! وبالرغم من مرور عشرات السيارات, لم يكلف أحد من هؤلاء الرجال الوقوف والسؤال فيما لو تحتاج مساعدة, اللهم حسب قولها شخصين ولكن منعهم الحرس!! نعم تم منعهم. الفتاة وبعد أن تكلمت مع المسؤول أضطر أحد الجنود لمساعدتها, الفتاة عند وصولها للعمل أفصحت عن ما في داخلها من حسرة وغضب وكره لكل رجل مر من عندها من دون مساعدتها وجاءت صديقة أخرى تساندها بالموضوع وكلامهما كله على مدى دناءة الرجل العراقي وعدم وجود الغيرة وكره كل ما هو عراقي.

هذا الكلام للأسف هو واقع موجود ولا يمكن أنكاره لكن لماذا دوما ننظر لنصف الكأس الفارغ ؟  لماذا السيء يعم والجيد يخص؟ تجربة سيئة واحدة لا يمكن أعطائها طابع العام , في كل مجتمع يوجد الصالح والطالح, فهناك الأشخاص الذي يبادرون وهناك الأشخاص لا تعرفهم لكنك تجدهم عندك في حال وقوعك بمشكلة. قد لا أذكر مثالا ليس لأني لا أملك واحدا بقدر ما ممكن أيجاد هكذا نوعية من الأشخاص أو الرجال بعبارة ثانية.

  المشكلة ليست فقدان الرجولة بقدر ما هي نتائج  تراكمية لمجتمع عاش حياته تحت ظل الحروب والجهل والفقر لثلاثة عقود ونصف والحبل جرار. قد لا يكون هذا الشيء مبررا لكن له النسبة العظمى, الزيجات الحالية تنتهي أغلبيتها بطلاق بسبب أنه الزواج تم لمصلحة مالية أو عرف أجتماعي أو أي سبب غير ناتج عن قناعة نابعة من القلب أو فهم خاطيء لمفهوم الزواج والشراكة الزوجية وحقوق كل شخص, السبب الأخر لغياب الشهامة, الغيرة أو الرجولة بشكل عام هو التربية العشائرية المبنية على تحقير المرأة وجعلها كائن للتكاثر فقط وسطوة الرجل في جميع مفاصل الحياة, قد يكون الأب أو الأخ أو الزوج ولي أمر الفتاة لكن عليه أن لا يكون ظالما بحقها فهي بالأخير أنسانه لها فكر وأحساس وكيان خاص بها, هذه النظرة الدونية لا تسمح للرجل بأن يبادر بالمساعدة للمرأة في حالة وقعت في مشكلة لأنه حسب عرفه يعتبر أهانة; فهي قد خلقت لخدمته وليس عليه أي واجب عليها. 

متى ما غاب القانون وغابت الأخلاق, أنتشر الفساد والعرف العشائري وسادت الأحكام المتخلفة, القانون العراقي فيه كل النصوص التي تصون المجتمع لكن جهل المجتمع بها وخوفهم من القال والقيل يحد من فعاليته , متى ما غابت هيبة الدولة سادت الفوضى ومتى ما غاب دور الأب والأم في تربية الأبناء فالناتج مجتمع مفكك فاسد وهذا أساس المشكلة وحلها.